جنازة شهيد
وطني حماك الخالق المعبود
وجحافل نسمو بها وجنود
وطني جريح بالدماء مسربل
وعواصف فتكت به ورعود
كم من شباب ناضلو واستبسلوا
حتما لتنعم بالسلام حدود
البعض مازال السلاح بكفه
والبعض في ساح الوغا مفقود
والبعض عاد مضرجا بدمائه
ورصاص غدر في الصدور شهود
أكرم بمن طال السما بنجيعه
طوبى لمن بحروفنا مقصود
حمل الرفاق صديقهم عادوا به
وشموخهم نحو العلا جلمود
وصلوا لدار رحبت بقدومهم
وأزاهر حاطت بهم وورود
أخفوا الشهيد لكي يمهد بعضهم
وكأنهم لعلى اللهيب قعود
وأب يرحب بالضيوف تبسما
ويحار كيف بمقلتيه يجود
قالوا وصلنا دار من نشتاقهم
جئنا نزور صديقنا ونعود
طفل رضيع هزهم ببكائه
علموا بأن لتوه مولود
يبكي الرضيع بحرقة لقدومهم
قد راعه عند المساء جنود
جد يداعب ثغره ويضمه
هذا حفيدي اسمه محمود
هذا الصبي يحبكم كصديقكم
هل تخبروه متى ابوه يعود
حملوا الصبي وقلبهم يخفي الأسى
وصدورهم ضمت له وزنود
والوالد المسكين يضحك سنه
ويصيبه بعد البكاء شرود
عند الصباح تزلزلت اقدامهم
والأب يرنو والسكون يسود
قولو برب البيت اين صديقكم
والام تذهب تارة وتعود
إني أشم عبيره بثيابكم
بالله اين صديقكم موجود
هلا أتيتم بالحبيب لمهجتي
فاليوم عندي في الغياب عقود
فمتى سيأتي والربيع بخده
تشتاق للدمع الحزين خدود
فبكى الجنود وطأطأوا برؤسهم
مات الكلام وأفقهم مسدود
فلتفرحي ام الشهيد وزغردي
إن الكرام عن الحياض تذود
ما مات من طلب العلا بدمائه
فالحور ترنو والجنان خلود ....
يسعد صباحكم