dimanche 25 décembre 2016

مجلة ملتقى الشعراء والأدباء // ثقافة الحوار// بقلم الدكتور محمد الراوي

ثقافة الحوار
      أن للحوار ثقافة معينة,وفهما خاصا للوصول ألى
الهدف(بناء مجتمع حضاري)...فالأختلاف في الرأي أمر لابد منه,فهو لايفسد للود قضية"ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين"
كان الأختلاف ولايزال يعيش معنا,وينبغي أن نسلم به,ونتكيف معه,وأن يكون هدفنا جميعا البحث عن الحقيقة متسلحين بنقد ذواتنا قبل نقد الآخرين,
سواء كان فكرا أو رأيا أو شخصا,فلايجب أن يكون
الاختلاف مدعاة للتفرقة والفتنة والقتل والدمار والكراهية...
أن أحترام الرأي الآخر سلوك حضاري ينبغي أن يسلكه المرء,وهو يتسم بالثقة...
فلا يحترم الآخرين إلا من أمتلك قدرا كبيرا من الثقة بالنفس وبأراءه ومبادئه وأفكاره,فيناقش الآخرين بهدوء ولا يعيب عليهم أراءهم...
يقول الشافعي(رحمه الله):قولي صحيح يحتمل الخطأ,وقول غيري خطأ يحتمل الصواب.
علينا أن نعترف أن البحث المشترك عن الحقيقة _بناء المجتمع الحضاري_يتطلب بالدرجة الأولى أن نتقن فن الأستماع بأحترام...
نعترض بتواضع ومسؤولية,فهو تبادل للآراء من أجل الوصول إلى الأفضل,وربما يكون الأفضل هو ولادة رأي ثالث من تفاعل هذه الآراء المختلفة...
وهذا ديدن المجتمعات المتقدمة.
فهو ليس صراع يشهر فيه السلاح وتتبادل فيه العيارات النارية عوضا عن العقل والمنطق.
فالتعالي والعدائية والإقصاء والتهميش خيبت,بل وضيعت أمال وأحلام المواطن الذي راح ضحية هذه الصراعات.
تقول أيفيلين باريس هول(وليس فولتير):قد أختلف معك في الرأي,ولكني مستعد أن أدفع حياتي ثمنا للدفاع عن حقك في ألتعبير عن رأيك.
بهذه الروحية تبنى المجتمعات وترتقي في سلم الحضارة.
لكن الغريب حقا في مجتمعاتنا,محاولة(أحزاب أو قوى)ألعمل على جعل الناس كلهم يؤمنون بفكر واحد, وثقافة واحدة ومعتقد واحد,وقيادة واحدة,
أو العمل على مبدأ من ليس معي فهو عدوي...وهذا هو الأرهاب بعينه...
وللأسف
شهر السلاح,وسالت الدماء انهار,وأفترشت الأرض جثث,وحل الدمار في أوطاننا,وما زلنا متمسكين بهذا المبدأ.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire