mercredi 8 avril 2020

مجلة ملتقى الشعراءوالأدباء.....طقوس الجراح (1)بقلم المتألق والمبدع علي أحمد العلي

طقوسُ الجراح (١) 
منْ ذا يُسائِلُ دمعةً محتارةً 
أو يسألُ الروحَ الكئيبةَ حالها
الليلُ ينهكُ صبرها وجلادتي
حسبي التصبر ُ والوفاءُ لعشقِها
يا شهوةَ القلبِ المشوّقِ للُّقى
بالله قلْ كيف اعْتيادُ غيابها
من كان يرغبُ وصلنا فليأتنا
فإذا تمنّعتِ الحضورَ أتيتها

رُغمَ الجراحِ ونزفِها ومواجعي
روحي تسابقُ ظليَّ في ظلّها
حلّقْتُ بالأشواقِ كالمترنّحِ 
من خمرةِ العشقِ الزكيّ وعطرها
لمّا رأتْ في مقلتيّ تلهّفاً
فتبسّمتْ وتبسّمتْ في دمعها
دمعي لجمتُ وكمْ بكيتُ تخفّياً
حرّانُ لكنَّ التّصبُّرَ عهْدَها
وعضَضْتُ بالأنيابِ ثغرَ تضحُّكي
صبراً أحاول أنْ أخفِّفَ حزنها
والضاحكان لجاهلان بما جرى
من نارِ عشقٍ حارقٍ بلهيبها
أخفي جوىً والوجدُ يوقدُ أضلعي
وكذا تحاول أنْ تداري وجدها
إنّ التبسّمَ لا يقابل فرحةً
إلّا إذا كان التبسّمُ قربها
*********
شوقٌ يطوّقُ حاضرَين بهالةٍ
ويضيّقُ القمر المنير بلحظها 
ذابتْ ثلوجُ الأرضِ منْ أشواقنا
وتوافقتْ شهقات قلْبي قلبها
بعناقها يا حظّ روحي إنني
أنسى الهموم لحزنها أو فرْحها
شاءَ الإله بأنْ يهبها تميُّزاً
غيداءُ قدْ تاهَ الظَّلامُ بشعرها
وسحائبٌ في الصّيف إذْ أذِنتْ لها
هطلاً تمنُّ على الجميع بخيرها 
وتزيِّنُ الوجهَ البهيْ ألماسةٌ
أرقى وأشبه بالسماء نجومَها
**********
وبكتْ ملائكةُ الجنانِ فراقها 
فاستدمعتْ حمماً على وجناتها
قد أحرَقَتْ بعضَ البياضِ مخافةً
أن يُدركَ الناسُ الحقيقة عندها
شتان ما بين (( الثرى)) بسمائنا
وتناثر الخالات في صفحاتها
بيضٌ لآلئ ثغرها مصفوفةٌ
كالثلجِ في أفق النعيم سنونها
... 
الصورة من دير مار جرجس _صافيتا _ سورية
#علي_أحمد_العلي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire