mercredi 8 avril 2020

مجلة ملتقى الشعراءوالأدباء.....تٓجٓلًيات صورة....بقلم المتألق والمبدع الأستاذ أحمد جيجان

تَجَلِّـيات صـورة

يشتعلُ البحرُ الهامسُ 
في نارِ العينين الذابلتين
فأُناديكِ : 
خذيني طفلاً ورديَّ العينين 

تَسكنُ آلامُ الدربِ المجهول 
تنسابُ بلوحاتِ العمرِ التائهِ كالأحلام
أَصرخُ فيها كالطّفلِ
أَحملُ في السِّرِ آهاتَ السَّفرِ 
نحوَ الماضي الغارقِ في الأعماق
أَدخلُ في البحرِ الواسعِ أَشرعةً 
و تَضيعُ سُفُنُ الهذيان ..

أَسأَلُكِ يا ابنةَ أُمِّ الشمس
لِمَ يَرغبُ عُصفورٌ في التّغريد
و يُداعبُ عيدانَ الأقفاص ..
تنكَفِئُ العينانُ هباءً 
ساعةَ يُمحىٰ من وَهمِ الأحلامِ الإخلاص 
تتناثرُ كالوَرقِ الهابطِ من فوقِ سَحاب 
ينهارُ الصَّمتُ كأحلامِ شباب
تغرقُ في بحرِ النسيان
يُبحرُ فيها موجُ التّذكار 
يحملُها كَفنُ الأقدار 
تُدْفَنُ في بُرَكِ الأحزان ..

أُبصِرُها الليلةَ وحيدة 
عاشقةً لأغاني الأطفال 
تَهْوَى بملءِ الروحِ الشِّعرَ الوَثاب 
تَرسمُ أشعاري في الوَجهِ الذاهلِ 
تَرتَدُّ بوجهي كلُّ الأشعار 
أنفخُ في صورتِكِ الأشياء 
يرتَـدُّ الهاتفُ كالصّوتِ العائمِ فوقَ الأمواج 
" قومي من نومِكِ .. هَبّي
إنتَفِضي من أسْرِكِ 
و اهتزّي في وجهِ الطوفان
لا تَقِفي جامِدَةً كالتّمثال 
إنطَلِقي في وَمْضِ البرقِ كالإِعصار 
و ثوري كالبُركان ..
هُـدّي - بشراهةِ مفجوعٍ - سورَ الظّلمِ 
انعتقي من ذُلِّ الحرمان ..

تمشي تِيهاً ، تَتَشهّى 
تتكلّمُ حيناً ، تَتَلوّى 
تَشْـعُرُ بعذابي ، تتألم 
تَصرخُ ثائِرةً ، تتوهّم 
و يُعَذِّبُني الهَمُّ 
يُفاجِئُني 
و تَهِيمُ بقلبي أَنَّـةُ صوتِكِ 
و تُـزاحِمُ وَهْوَهَةَ الأحزان 
فَأُحَـدِّقُ في ضِحكتكِ الثّكلى 
أَدخُلُ روحاً في قلبِ الأشياء 
أَكتشفُ الفرحةَ 
وَمْضَ الشَّوقِ 
صفاءَ الوجهِ 
و كلَّ عذاباتي 
أَتَذكَّرُ هَدْأَتَكِ الأُولى 
تَهْويمَةَ عينيكِ 
أَضيعُ بدوّامةِ آهاتي 
زيديني حُبّـاً ، سَـتَرِيني
أُسْكَبُ أزهاراً
و طَرائِقَ أشواقٍ 
و أُباهي بِصَلابَةِ أَيديكِ لِداتي ...

أحمد جيجان
_ دمشق _

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire