طقوس الجراح (٢)
/ تتمةٌ لمحاولةٍ شعريةٍ سابقة/
بيضٌ لآلئ ثغرها مصفوفةٌ
كالثلجِ في أفق النعيم سنونها
عشقي قديمٌ لا يباح بأمرهِ
عَزمتْ شفاهي أنْ تسرَّه ثغرَها
وتبادلتْ هذي الشفاه تعهداً
حكرٌ عليها لا تبوحُ بسرّها
ومن الليالي ما حظيتُ بخلوةٍ
خمري تهامسَ والظباءَ بنهدها
عبقٌ ومسكٌ والنهودُ منارةٌ
نورٌ على نورٍ أشاهد جذعها
منها تكسّبت الفصول طقوسَها
منها تلمّست الجنان ضياءَها
أصبحت منْ فرطِ المحبّة عاشقاً
كسبُ الوصالِ ومبتغايِ ودادها
لا عاشقاً مثلي نطقت شهادتي
في حبّها أسررْتها أعلنْتها
جمعُ الصلاة بفرضِها ونوافلٍ
قصدي التقرّبُ والتوسّلُ باسمها
صومي لها ولأجلها عن نسوةٍ
حسبي رضاها مبتغاي قبولها
وزكاتنا حرفٌ يخطّه خافقي
إنّ التغزّلَ لا يَحِلُّ لغيرها
طيفٌ يلفُّ النورَ حولي محرماً
ويزمِّلُ القلبَ التقيَّ حجابُها
حجي لها وتقرّبي بمناسكٍ
فطوافنا سبعون ، لستُ أعدّها
وطوافنا قبلاً فألْثِمُ أخْدعاً
ودجاً وليتاً واللجينَ بنحرها
وأقبِّل اليُمنى سلاماً علَّها
توصي الشمالَ بأنْ يَحُلَّ سلامُها
و تعانقُ الشفتانِ ثغْرَ مُقبّلٍ
تروي بزمْزمَ مَنْ تعطّشَ ثغْرَها
أختُ المرؤة لا تحيدُ عن الصفا
أسعى لدارٍ لم تكنْ من قبلها
و ديارُ ليلاي الحبيبة في دمي
تلك العشيقةُ لا تفارق دارها
وشهادتي فخرٌ وأعزز أنني
أحيا وأقتل في سبيل جهادها
يا شهوةَ القلبِ المشوّقِ للُّقى
بالله قلْ كيف اعْتيادُ غيابها
.
الصورة من دير مارجيوس بصافيتا
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire